"عين الصحراء" إحدى عجائب الدنيا
يسمى هذا الأثر "حُفرة الريشات"
و "عين الصحراء" وغير ذلك من التسميات، وهو من أبرز المعالم الجيولوجية في جمهورية موريتانيا؛ بل وفي أفريقيا عموماً، وذلك بسبب تكوينها المدهش والعجيب، وقد حير
هذا الأثرُ العلماءَ، وشغلهم منذ اكتشافه.
مكان هذا الأثر ووصفه:
هذا الأثر العجيب عبارة عن حفر دائرية الشكل،
لها قطر كبير يبلغ (35) كيلو متر، وقيل: (40) كيلو متر، وقيل: (45) كيلو متر، وتحيط
بها هالة زرقاء تشبه بؤبؤ العين، وتظهر – من الفضاء - التكوينات الصخرية المحيطة بها
على شكل جَفْن، ومن هنا جاءت تسميتُها بـ"عين الصحراء" .
هذه الحفر تتوسَّد شمال صحراء موريتانيا؛
قريباً من مدينة "وادان" الأثرية، وتحيط بها الصحراءُ من جميع الجوانب.
اكتشاف هذا الأثر:
كان أول من اكتشفه - من غير سكان تلك
المنطقة – هو الباحثُ الفرنسي "تيودور مونو" وذلك في ثلاثينيات؛ وقيل في
سبعينيات القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين والبعثات الجيولوجية تتوالى على تلك المنطقة،
آملين في أنْ يجدوا له حلاً يفسره، ويكشف كُنْهَهُ وسِرَّه.
علماً بأنّ ذلك الأثر لا يُرى بالكامل
إلا من الفضاء؛ حيث قامتْ بعثةٌ فضائية أميركية برصده بالكامل من الفضاء، ولا
تستطيع رؤية هذا الأثر بغرابته وتفاصيله الكاملة من الأرض؛ وذلك بسبب امتداده
لعشرات الكيلومترات كما ذكرنا سابقاً، فعن طريق الأقمار الصناعية يمكن رؤية الجزء
الذي يشبه بؤبؤ العين، وغير ذلك من الأجزاء المتباعدة.
تفسير العلماء لهذا الأثر:
يدور جدلٌ علمي حول تفسير هذا الأثر، فبعضُ
العلماء يرى أنه حفرة ناتجة عن ارتطام نَيزك من الفضاء بتلك المنطقة، وقد أدى ذلك
إلى نشوء دوائر بيضاوية، وبعد قيام عدة دراسات معملية حول ذلك لم يجد علماء الجيولوجيا
دليلاً مقبولاً على أن ذلك ناتج عن اصطدام جسم فضائي بالأرض.
ويرى البعضُ الآخر أنه أثر نشاط بركان قديم
خامد، فقد نتج عن ذلك البركان تشكُّل طبقات مختلفة من الصخور الرسوبية والنارية،
وقد دَفعتها الموادُ المنصهرة في باطن الأرض إلى أعلى فكونتْ تلك الدوائر.
وقد قام أحدُ الباحثين الكنديين بدراستها
ضمن رسالته "للدكتوراة"، فقام بأخذ أكثر من (100) عيِّنة صخرية من ذلك
الأثر، واستنتج أنها حصلت نتيجة صهارة بركانية عظيمة استقرت قبل 90 مليون سنة، فرفعت
الصخور التي فوقها، ولا زالت الصخور النارية تشهد عليها.
نظرة أهل تلك المنطقة إلى هذا الأثر:
يعتقد أهلُ تلك المنطقة أن هذه المنطقة
تحوي الكثيرَ من الثروات الطبيعية كالألماس والحديد وغيرهما، ويُذكر أن النباتات التي
توجد في "عين الصحراء" متميزة ونادرة جداً، وأنها تفيد في التداوي من الأمراض
المستعصية.
ويقصدها بعضُ المزارعين للإقامة بالقرب منها؛ طلباً
للمال، والازدياد من الثروة الحيوانية؛ وذلك بسبب نوعية الأعشاب التي تساهم في النمو
والتكاثر السريع للحيوانات؛ بِزعمهم.
السياحة في هذه المنطقة:
بسبب الشهرة التي حازها هذا الموقع المدهش
في العالم فقد تحول إلى مركز سياحي، وقد تمّ إنشاء فندق بالقرب منه؛ يُؤوي الراغبين
في استكشاف هذا الأثر العجيب.
هذه بعض الفيديوهات لتوضيح هذه الظاهرة: