"قلعة الأسد".. مقصد سياحي، وقصة تاريخ

يُطلق على الصخرة العملاقة الشهيرة في "سيجيريا" في سيريلانكا اسم "قلعة الأسد" و "قلعة السماء"، وهي تُعدُّ أحد أشهر المعالم السياحية في تلك البلاد، ويوجد قصر في أعلى تلك القلعة، وهو قصر مهجور، وينجذب إلى هذه القلعة كلَّ عام الآلافُ من السيّاح؛ وذلك لغرابة شكلها، وتصميمها الطبيعي.

تقع "صخرة الأسد" وسط مساحات واسعة من الحدائق والخزانات والهياكل القديمة، ويبلغ ارتفاعها 337 مترا، وهي عبارة عن كتلة من الصخور البركانية القديمة جدا، ومنها يمكنك رؤية المنطقة المحيطة بكاملها.

وجاء اسم "قلعة الأسد" من تمثال الأسد الذي يقبُع في مدخلها، وعلى الجزء العلوي من الصخرة يوجد بقايا من "المملكة السنهالية"، ويوجد أيضا حول الصخرة بحيرة كبيرة مملوءة بالتماسيح، وقد وُضِعتْ لحماية الصخرة من الأعداء حتى لا يصلوا إليها. ويوجد للقلعة من الأسفل أرجل تشبه أرجل الأسد كما أسلفنا.

وتعتبر "صخرة سيجيريا" من المقاصد السياحية الشهيرة، وقد تم اكتشاف هذه المنطقة في فترة الاحتلال البريطاني للبلد في عام 1890م، وذلك من قِبَل عالم الآثار البريطاني "إتش سي بي بيل H.C.P Bell"، وأطلق على المشروع الذي تبناه للتنقيب في تلك المنطقة اسم "مشروع المثلث الثقافي".

ويرجع تاريخُ إنشائها إلى 1500 عام من الآن، وذلك بواسطة الملك "كاسيبا" الذي حكم سريلانكا في الفترة من 473م وحتى 495م، وبناها خوفا من انتقام أخيه بعد استيلائه على العرش، وقتْل أبيه الملك "داتوسينا"، حيث اشتهر الملك "كاسيبا" بحبه للسلطة، وجمعِ الأموال، وكان "كاسيبا" هو الابن الأكبر للملك "داتوسينا"، إلا أنه لم يكن الوريث الشرعي للعرش؛ وذلك لأن أُمّه لم تكن من طبقةٍ أرستقراطية أو ملكية، وأما أخوه "موجلانا" فقد كان يتمتع بهذه الميزة؛ مما أهّله لأن يصبح وريثا للعرش خلفا لوالده.

وقد حاول "كاسيبا" إرضاء والده بتمكينه من الحُكم، لكنّه لم ينجح في ذلك؛ لذا قرّر قتْل والده والتفرد بالحكم، وساعده على ذلك أحدُ رجالات البلاط الملكي واسمه "ميجارا"، وقد كان يكره الملكَ أيضا.

لكنّ الأمور لم تَدُم له كما يريد، فقد أقدم على الانتحار بالسيف في جوف قلعته في أعلى الصخرة؛ بعد هزيمته أمام أخيه "موجلانا"، وصار أخوه فيما بعد هو الملك "موجلانا الأول".

تقع مدينة "سيجيريا" التاريخية على بُعد 170 كم تقريبا من العاصمة السريلانكية كولومبو، شمال شرق البلاد، وهي من أهم المواقع الأثرية في العالم، وقد صُنفتْ عام 1982م موقعا من مواقع التراث العالمي؛ وذلك من قِبل منظمة الأمم المتحدة (اليونسكو).