متعة المعرفة متعة المعرفة

مدينة البتراء "المدينة العجيبة"

مدينة البتراء "المدينة العجيبة"

مدينة البتراء: هي عاصمةُ مملكة الأنباط قديماً، وأهمُّ مدنها، تأسّست في العام 312 قبل الميلاد. وهي تقع في الجهة الجنوبية من المملكة الأردنيّة الهاشميّة، وتحديداً على منحدرات جبل المذبح، وتبعد عن مدينة عمّان العاصمة مسافة 225كم، وتُعدّ من أشهر المواقع الأثرية في العالم، وقد فازتْ في الآونة الأخيرة بالمركز الثاني في المسابقة العالمية لعجائب الدنيا السبع الجديدة.
وهي أهم الأماكن السياحية في المملكة الأردنية؛ لذا يزورها السيّاحُ من كل أَصقاع الأرض، كما أنّ لها أهميةً فنية وتاريخية أيضاً.
وتتميز مدينة البتراء بمعمارها المنحوت بالكامل في الصخر الوردي اللون؛ لذا تسمى أحياناً "المدينة الوردية"، وتُعدُّ مدينة البتراء مثالاً فريداً على عراقة حضارة الأنباط، وعلى ثرائها وإبداعها وقوتها، وقد قام العربُ الأنباطُ بنحتها في الصخر منذ أكثر من 2000 عام.

- اكتشاف مدينة البتراء:

لقد ظَلّ موقِعُ مدينة البتراء غيرَ مكتَشَفٍ طِيلة الفترة العثمانية، ومع بَدْءِ رحلات المستشرقين إلى الوطن العربي في القرن التاسع عشر تم اكتشاف البتراء على يَدَي المستشرقُ السويسريُ يوهان لودفيغ بركهارت عام 1812م، وذلك مِن خلال رحلة استكشافية في كل من بلاد الشام ومصر والجزيرة العربية؛ لحساب الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية.
وقد تعلم يوهان لودفيغ بركهارت اللغةَ العربية ودرس الإسلام في سوريا، وجاء إلى البتراء مدعياً أنه مسلم من الهند؛ وجاء متنكراً بزي إسلامي؛ حتى يأذن له السكانُ بالدخول إلى مدينة البتراء. وقد طُبع له كتابٌ في عام 1828م باسم "رحلات في سوريا والديار المقدسة"، وقد نَشر فيه صوراً للبتراء.
وقد أَطلق العديدُ من العلماء والمستشرقين على البتراء اسمَ "المدينة الضائعة"؛ وذلك لتأخر إظهارها إلى العالم، وقد وصفها الشاعر الانجليزي بيرجن بأنها المدينة الشرقية المذهلة، المدينة الوردية التي لا مثيل لها.

-   أهمية مدينة البتراء عند اليهود:

لمدينة البتراء أهمية دينية وتاريخية عند الدياناتِ الإبراهيميةِ الثلاثِ، ويَعتقد اليهودُ أنها تَحوي أهم وأثمن سِرّ في تاريخهم ألا وهو تابوت العهد، وهو تابوت يحتوي على الوصايا العشر التي أعطاها الله لموسى، بالإضافة إلى وجود عصا هارون فيه.
وعلى مَقربة من المدينة يوجد جبلُ هارونَ الذي يُعتقد أنه يضم قبرَ النبي هارون عليه السلام، والينابيعَ السبعة التي ضرب نبيُّ الله موسى عليه السلام بعصاه الحَجَر فتفجرتْ.
ويدعى بعضُ اليهود أنهم هم مَن بنوا البتراء، حيث يعتقدون أن التوراة قد أشارتْ إلى أن مَن أنشأ هذه المدينة هم سلالةُ النبي "نابوت"؛ الابن الأكبر للنبي إسماعيل عليه السلام، ويرجحون أنها حيثما تذكر في التوراة فإنها تشير إلى عاصمة أدوم، المدينة الحصينة في وادي موسى التي اشتهرت باسم "البتراء"، والتي تعني "صخرة" باللغة اليونانية.
ويستند اليهودُ للتدليل على ذلك إلى نصٍّ توراتي وهو: "كَانَ لِسُلَيْمَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا يَحْمِلُونَ أَحْمَالاً، وَثَمَانُونَ أَلْفًا يَقْطَعُونَ في الْجَبَلِ؛ مَا عَدَا رُؤَسَاءَ الْوُكَلاَءِ لِسُلَيْمَانَ الَّذِينَ عَلَى الْعَمَلِ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ، الْمُتَسَلِّطِينَ عَلَى الشَّعْبِ الْعَامِلِينَ الْعَمَلَ، وَأَمَرَ الْمَلِكُ أَنْ يَقْلَعُوا حِجَارَةً كَبِيرَةً، حِجَارَةً كَرِيمَةً لِتَأْسِيسِ الْبَيْتِ، حِجَارَة مُرَبَّعَةً، فَنَحَتَهَا بَنَّاؤُو سُلَيْمَانَ، وَبَنَّاؤُو حِيرَامَ وَالْجِبْلِيُّونَ، وَهَيَّأُوا الأَخْشَابَ وَالْحِجَارَةَ لِبِنَاءِ الْبَيْتِ". {سفر الملوك}.
وقد ألف الكاتب اليهودي "Ken Klein" كتاباً أَطلق عليه اسم "بتراء"، ذَكر فيه أنّ التوراة تتوقع أنّ مدينةَ البتراء القديمة سوف تصبح ملاذاً لليهود.

تصوير الأفلام في البتراء:

فقد تَمّ اختيارُ مدينة البتراء موقعاً لتصوير عدد من الأفلام الأمريكية والعالمية.

     - البتراء وعجائب الدنيا السبع:

اختيرت مدينة البتراء أيضاً في تاريخ 2007م كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة، وقد تمّ التوصل إلى ذلك بعد عمليات تصويت شعبي كبيرة، استمرتْ تلك العمليات عدّةَ أشهُر، وشارك فيها نحو 70 مليون شخص على مستوى العالم، وقاطعتْها منظمةُ الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)؛ لأنها اعتبرت أنّ التصويت تمّ على أساس عاطفي ولم يعتمد على معايير علمية.

     البتراء والاستقلال الإداري والمالي:

تأسستْ في البتراء عام 2009م سلطةٌ ذات استقلال مالي وإداري؛ باسم سلطة إقليم البتراء التنموي السياحي، وهي تهدف إلى تنمية الإقليم وتطويره في جميع المجالات، والمساهمة أيضاً في تنمية المجتمع المحلى.

- المواقع الأثرية داخل مدينة البتراء:

السيق: هو ممرٌّ ضيق مشقوقٍ في الصخر، يبلغ طوله ميلاً واحداً، وعرضه بين 3 إلى 12 متراً، وارتفاعه 80 متراً، يصل بك إلى البتراء، فبعد قطع هذا الممر تجد نفسك أمام الخزنة المنحوتة نحتاً في الصخر.


الخزنة: تعتبر من أشهر وأهمّ المعالم الموجودة في البتراء وأكثرها أهمية، وهي مبنى أثري محفور بالصخر، وقد اختار الأنباطُ موقعها بعناية كأول معلم يواجه الزائر بعد دخول المدينة.
وسمِّيتْ بهذا الاسم بناء على اعتقاد البدو السابقين أنّها تحوي كنزاً، وفي الواقع ليست إلا ضريحاً ملكياً. وتتألّف الخزنة من طابقين؛ كلّ طابق ارتفاعه 39 متراً، وعرضه 25 متراً، وتتألّف من ثلاث حُجُرات.
مسرح البتراء: يُعدُّ من أكبر المباني فيها، وقد كان تشييده في القرن الأوّل للميلاديّ، وقد شُيِّد شكل نصف دائرة، ويتّسع لـ 7 – 10 آلاف مشاهد.
الدير: وهو أحد المباني المهمة في منطقة البتراء، يعود تاريخه إلى النصف الأوّل من القرن الأول قبل الميلاد، ويتألف من طابقين، وهو أكبر حجماً من مبنى الخزنة، فعرضُه وطوله كل منهما يصل إلى 50م.
المحكمة: وهو مبنى يتألّف من عدّة واجهاتٍ هامةٍ كقبر الجرة، ويعود تاريخُه إلى النصف الأول من القرن الأول الميلادي، ويقع على الجهة المقابلة للمدرج النبطي.
قصر البنت: وقد شُيِّد في القرن الأوّل قبل الميلاد، وهو أحد المعابد الرئيسة في مدينة البتراء، وقد تمَّ بناؤه بدلاً من حفْره في الصخر، وهذا على خلاف ما اعتاده الأنباط. وقد أطلق عليه البدو اسمَ "قصر البنت" نسبةً إلى ابنة فرعون.
المعبد الكبير: وقد تم تشييده في القرن الأول الميلادي، وهو من أضخم المباني المشيدة في البتراء، وقد تم بناؤه بدلاً من حفره في الصخر كما هي عادة الأنباط في هذه المدينة. وهو يقع جنوبَ الشارع المعبّد.

المذبح: وقد تمّ بناء هذا المبنى لتقديم القرابين للآلهة، واستمر كذلك حتى اعتنق الأنباطُ المسيحيةَ في القرن الرابع الميلادي، ثم استُخدِم لاحقاً للربط بين قلعتَي الوعيرة والحبيس.


وهناك العديد من المواقع الأثرية الأخرى في مدينة البتراء لم نذكرها خوفَ الإطالة.

شاهد ذلك هنا:
https://www.youtube.com/watch?v=HCoyRrylVrg

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

متعة المعرفة

2019