سبب تسمية الكواكب بهذه الأسماء
تعود تسمية كثير من الكواكب إلى العصور الرومانية
واليونانية القديمة، حيث كانوا يسمونها بناء على معتقداتهم وأساطيرهم، فقد سمَّوا
بعضَ الكواكب على أسماء آلتهم، ونجد أنَّ أسماء الكواكب تمثل السمة المميزة والبارزة
في كل كوكب سموه.
وقد ارتأتْ منظمةُ الاتحاد الفلكي الدولي (IAU) أن تعتمد
على تلك التسميات القديمة فيما يتعلق بعلم الفلك.
وسنذكر
هنا أسماء كواكب مجموعتنا الشمسية، وسبب تسميتها.
عُطارِد (Mercury): هو أصغر كواكب المجموعة الشمسية، وأقربها إلى
الشمس، وقد أَطلقت العربُ على هذا الكوكب اسم "عطارد"؛ وأصل الاسم مأخوذ
من المصدر "طرد، طارد، ومطّرَد" أي: الذي يسير بشكل متتابع، أو السريع
في سيره، وهذا رمز إلى السرعة الكبيرة لدوران الكوكب حول الشمس، حيث يستغرق 88
يوماً أرضياً ليتم دورة كاملة حول الشمس.
وأما الرومان فقد أطلقوا عليه اسم "Mercury"؛ نسبة إلى إله التجارة لديهم، فقد كان
يتميز بسرعته في توصيل الرسائل، والتنقل.
الزهرة (Venus):
أطلق العربُ على هذا الكوكب اسم الزهرة؛ وذلك لبياضه وجماله واستنارتهِ، فهو يتميز
بسطوعه الأخّاذ، لأنه يعكس كميات كبيرة من أشعة الشمس.
وقد
أطلق عليه الرومانُ اسمَ (Venus)؛
نسبة إلى إله الجمال والحب عندهم، وذلك لاستنارتهِ أيضاً.
الأرض (Earth): لم يوجد سبب محدد لتسميها بهذا الاسم، وهذا
الاسم "الأرض" اسم قديم، وقد ذُكرت بالقرآن الكريم بهذا الاسم، قال تعالى:
"ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون".
ولعل هذا الاسم مشتق من كلمة "الرضا"؛
لأنها رَضيتْ أن تحمل البشر وسائر المخلوقات على ظهرها دون بقية الكواكب، كما جاء
في بعض التفسيرات.
كوكب المريخ:
عرفت الشعوبُ منذ القِدم كوكب المريخ، وسماه
العربُ بعدة أسماء منها: "المريخ" وذلك بسبب لونه المائل إلى الحمرة، وكلمة
"مريخ" مشتقة من كلمة "أمرخ" أي: ذو بقع حمراء، وذلك لأن كوكب
المريخ يميل لونه إلى الاحمرار.
وسمته العرب أيضاً "القاهر"، ويحتمل
أنّ تسمية مدينة "القاهرة" بهذا الاسم لأنّها بُنيتْ في يوم طلع فيها المريخ
في المساء. وسمته أيضاً "بهرام".
وأُطلق عليه بعضهم "الكوكب الأحمر"
لأن لونه يميل إلى الحمرة - كما ذكرنا سابقاً -؛ لأن نسبة غبار أكسيد الحديد الثلاثي
كبيرة على سطحه وفي جوِّه.
وقد سماه الرومان "Mars"، وانتشر في الوقت الحاضر في معظم اللغات
الأوروبية؛ وذلك الاسم نسبة إلى إله الحرب عند الرومان، وذلك بسبب لونه الأحمر الذي
يشبه الدم. وسماه الإغريق القدماء "آريس"، وهو يعني: آلهة الحرب أيضاً.
كوكب المشتري: سُمي هذا الكوكب بالمشتري عند العرب لأنه يستشري
في سيرهِ، أي: يسير ويمضي ويمشي بلا فتور ولا ملل ولا انكسار، وهذا هو حال كوكب المشتري
الذي يدور في مداره من منذ القِدَم وإلى يومنا هذا دون أن يتغير. وهو أضخم الكواكب
وأكبرها في المجموعة الشمسية.
وقد سماه الرومان "Jupiter" "جوبيتر" نسبة إلى إله السماء
والبرق، وهو كبير الآلهة عندهم. بينما سماه اليونانيون القدماء "Zeus"؛ وهذا لكونه أكبر وأضخم كواكب في
مجموعتنا الشمسية.
كوكب زُحَل (Saturn): وهو مشتق من كلمة "زَحَلَ" أي: تَباعَدَ،
فسماه العرب بذلك لكونه يبدو بعيداً في السماء. وهو بعيد بالفعل؛ إذ يُعد سادس كوكب
في البعد عن الشمس، وثاني أكبر الكواكب بعد المشتري.
وقد سماه الرومان "Saturn"، وسماه اليونان "Cronos" نسبة إلى آلهة الزراعة والحصاد عندهم.
أورانوس، يورانوس (Uranus): سُمي بهذا الاسم نسبة إلى إله السماء (Uranus) عند اليونانيين الإغريق، وهذا هو الكوكب
الوحيد الذي سمي باسم إله يوناني بدلاً من الآلهة الرومانية.
وقد سماه بهذا الاسم الفلكيُّ الألماني "يوهان
بودي"، ولم يلقَ هذا الاسمُ قبولاً جيداً حتى أواسط القرن التاسع عشر.
وهذا الكوكب لم يكن معروفاً لدى الحضارات القديمة،
وقد تم اكتشافه بعد اختراع التلسكوب، وهو أول كوكب تمّ اكتشافه في العصور القديمة؛
وذلك عن طريق الفلكيّ البريطانيّ "ويليام هيرشيل عام 1781م.
نبتون (Neptune): سمي كوكب نبتون بهذا الاسم نسبة إلى إله الماء
"أو البحر" عند الرومان؛ بسبب لونه الأزرق المميز، ويرجع هذا اللون إلى وجود
غاز الميثان في جوِّه، ويسميه بعضُ الفلكيين باسم "الكوكب الأزرق".
وهذا
الكوكب لم يكن معروفا عند الحضارات القديمة، وقد شُوهد لأول مرة عبر التليسكوب عام
1846م بوساطة الفلكي الألماني "جوهان جوتفريد غال".
بلوتو (Pluto): سمي بهذا الاسم نسبةً إلى إله العالم السفلي
لدى الرومان (Pluto).
وقد
اكتشفه العالِمُ الفلكي "كلايد تومبو" في عام 1930م، وصِّنف كوكباً عام 1930م، وجرِّد من لقبه هذا
عام 2006م.