كارثة بحر آرال البيئية
قامت حكومةُ الاتحاد السوفييتي في عام
1960م بتنفيذ مشروعٍ كبيرٍ وذلك بتحويل مياه نهر سرداريا (سيحون سابقا) ونهر أموداريا
(جيحون سابقا) إلى السهول القاحلة في كازاخستان وأوزبكستان؛ لغرض تحويل الصحراء إلى
مزارع لزراعة الأرز، والبطيخ، والحبوب، والقطن، وقد أرادوا حينها تحويل منطقة آسيا
الوسطى إلى أكبر منتج للقطن في العالم، ونجحوا في ذلك خلال فترة الثمانينيات من القرن
الماضي عندما تصدرت أوزبكستان منتجي القطن في العالم.
ومع مساهمة مشروع الرِّيِّ هذا في ازدهار
الصحراء؛ إلا أنّه قضى على بحر آرال، حيث تقلص منسوب المياه فيه بمقدار 90%، وأصبح
في عام 2008م لا يغطي سوى 10% من ساحته الأصلية، ولو استمر الوضع على هذا الحال
فسوف يجف البحر بالكامل في عام 2050م تقريباً.
وقد كان هذا البحر يُعدُّ رابعَ أكبر بحر
مُغلق في العالم حينَ ذاك، حيث كانت مساحتُه تغطي 68,000 كم2، وكان أقصى
عمق فيه يقدر بـ 68م، ويبلغ طولُه من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي 428 كم، وعرضُه
الموازي لخط العرض الشمالي 45 درجة يبلغ 284 كم.
وكان فيه جزر كثيرة، ويسكن بجواره بعضُ
رعاة الماشية، كما يوجد فيه مرفأ أورال الذي يُستخرج منه الملح، وفيه مصائد للسمك لإنتاج
الكافيار.
فبدأتْ سلسلةٌ من التغيرات تظهر عليه ابتداء من
عام 1970م، فقد انقسم بحر آرال إلى: بحر آرال الشمالي (الذي يسمى أحياناً: بحر آرال
الصغير)، وبحر آرال الجنوبي (الكبير).
وانقسم بحر آرال الجنوبي إلى أفرع شرقية
وغربية، والتي ظلت متصلة مع بعضها عند نهاياتها، وفى عام 2014م اختفى الفرع الشرقي
لبحر آرال الجنوبي تماماً.
يُعتبر انكماش بحرِ آرال من أسوأ الكوارث
البيئية التي صنعها الإنسان على كوكب الأرض، فبسببه انهارت صناعة الصيد التي كانت مزدهرة
في المنطقة، مسببةً البطالة والركود الاقتصادي، كما أن المنطقة أصبحت ملوثة بيئياً
بشدة ، مما سبب عواقب خطيرة على الصحة العامة للسكان، وازداد الماء ملوحة وتلوثاً بالأسمدة
والمبيدات الحشرية، وأصبح الغبار المنبعث من قاع البحر الجاف ملوَّثاً بالمواد الكيميائية
الزراعية، وانتشر الغبار المالح المنبعث من قاع البحر واستقر في الحقول؛ مما أدى إلى
تدهور التربة، وبالتالي الحاجة إلى غسل الأراضي الزراعية بأحجام أكبر من مياه النهر،
وأدى فقدانُ هذه الكمية الكبيرة من المياه إلى جعل الشتاء أكثر برودة، والصيف أكثر
حرارة وجفافاً.
وفي محاولة أخيرة لإنقاذ جزء من البحر؛
قامت حكومة كازاخستان ببناء سدٍّ بين الأجزاء الشمالية والجنوبية من بحر آرال،
وذلك بالتعاون وأطلق عليه: "سد كوكارال" عام 2005م؛ ليفصل السد بين المسطحَين
المائيَين، ويمنع التدفق من آرال الشمالي إلى منطقة آرال الجنوبي المنخفض المستوى،
وقد أدى السد إلى رجوع الثروة السمكية في بحر آرال الشمالي، كما حد من تدفق المياه
في بحر آرال الجنوبي.
وفي
الأخير أقول: انظر إلى الصور لترى كيف اجتمعت سفينة الصحراء مع سفينة البحر، فسبحان
مغير الأحوال!!!
وانظر
كيف اجتمعت سفينة الصحراء مع سفينة البحر، فسبحان مغير الأحوال!!!
وهذه روابط لبعض
الفيديوهات التي تتكلم عن هذه الكارثة البيئية: