التصميم المذهل لحي إيكسامبلي في برشلونة

التصميم المذهل لحي "إيكسامبلي" في برشلونة

إيكسامبلي: هو حيٌّ في مدينة برشلونة الإسبانية، وهو يقع بين المدينة القديمة والمدن الصغيرة المحيطة بها، وقد تم بناؤه امتداداً لمدينة برشلونة خلال أعمال التوسعة في منتصف القرن الـ19.

ويتميز حي إيكسامبلي الذي يغطي مساحة 7.5 كم مربع بشوارعهِ الواسعة والمستقيمة والطويلة، وبمبانيه المتراصة في كتل مستطيلة مقطوعة الزوايا، وهو تصميم معماري فريد تتميز به مدينة برشلونة، هذا التصميم الحضاري للمنطقة صمّمه المخططُ المعماري "الديفونز سيردا"، فقد اعتمد التصميم المستطيل والشوارع العريضة؛ لتسهيل حركة المرور، والسماح بدخول أشعة الشمس، والتهوية لجميع المباني.

وقد كان هدفُ "سيردا" الرئيس هو التغلب على المشاكل الاجتماعية باستخدام كتل رباعية بحجم واحد، فحرص على بناء بنايات على ارتفاع محدود، وتكون بينهما ساحةٌ أو حديقة صغيرة لضمان دخول أشعة الشمس، والتهوية إلى جميع المنازل. وتسمح الزوايا المقصوصة على توسعة الشارع في التقاطعات، وجعلها أكثر وضوحاً للسائقين، وتدفق حركة المرور في جميع الاتجاهات.

وكان "سيردا" يخطط أيضاً لإنجاز ترام بخاري في الحي؛ ولذلك فكر بأن قص الزوايا سيمنح مساحة كافية لدوران الترام في أي زاوية من زوايا المباني، ولكن مشروع الترام لم ينجز أبداً، ولم يستغل المخططون المدنيون الفرص التي يوفرها التصميم المذهل والذكي للشوارع.

وقد حرص "سيردا" على أن تكون الكُتَل السكنية موجهة إلى الشمال الغربي؛ لضمان دخول أشعة الشمس إلى جميع الشقق خلال النهار، وأن يكون كل حي متكون من عشرين كتلة سكنية، وتحتوي جميعها على محلات تجارية، وخدمات أساسية، فضلاً عن تخصيص مساحة لا تقل عن 800 متر مربع لكل كتلة؛ لبناء الحدائق.

ولم يطبق تصميم "سيردا" هذا بحذافيره، إذ تم زيادة الطوابق في المباني، ووصل ارتفاعها إلى درجة أعلى بكثير مما خَطّط له، وتقلصت مساحة الحدائق الداخلية بعدما تحولت معظمها إلى مواقف للسيارات، وورش عمل، ومراكز للتسوق، وأصبحتْ الشوارع أضيق.

وكان السكان القاطنين فيه من العائلات الراقية، عكس ما حلم به "سيردا" أن يكون لتركيبة مختلطة من السكان، مع ذلك لم يفقد هذا النمط المعماري قيمته، وأضحى السمة المميزة لحي "إيكسامبلي" في برشلونة.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية بدأت المدينة في محاولة تنفيذ أفكار "سيردا" فيما يخص المساحات الخضراء وراء المباني، فكلما تم إخلاء كتلة - بسبب نقل الأعمال التجارية - يعاد تصميمها ثانية، مع توفير مساحة للحدائق، ومساحات مفتوحة، والهدف النهائي الذي تسعى إليه المدينة حالياً هو تخصيص حديقة لكل تسع بنايات سكنية على الأقل.