أضخم شجرة في العالم
من المعلوم أنه يوجد الكثير من أنواع
الأشجار حول العالَم، وهي تختلف من حيث المنشأ، والحجم، النوع، ولا يخفى أهمية
وجود هذه الأشجار لكوكبنا الذي نعيش عليه؛ من حيث فوائدها للنظام البيئي، وكذلك المنظر
الحضاري العام، ولستُ هنا في صدد ذكر تلك الأنواع، ولا تعداد تلك الفوائد، وإنما
سأذكر هنا أضخم شجرة في عالمنا هذا، وأذكر أوصافها؛ من حيث اسمها وحجمها، ومكان
تواجدها.. وغير ذلك، فلنبحر جميعاً في معرفة ذلك.
أولاً: اسمها، ونوعها، ومكان تواجدها:
إنّ أكبر شجرة في عالمنا هذا من حيث الحجم هي
شجرة "الجنرال شيرمان" "General Sherman"، وهي تدخل تحت فئة "أشجار السيكويا
العملاقة"، وقد سميت أشجار "سيكويا" بهذا الاسم نسبة إلى "سيكوياه"
"Sequoyah"، وهو أحد الأمريكيين
الأصليين، ومن قبيلة الشيروكي "Cherokee"،
وقد عاش "سيكوياه" ما بين عامَي (1767-1843م).
وأما تسميتها بشجرة "الجنرال شيرمان"
فذلك نسبة إلى الجنرال "ويليام شيرمان"، وسبب ذلك أن شجرة السيكويا
العملاقة هذه توجد في "حديقة سكويا الوطنية" Sequoia National Park"" في ولاية كاليفورنيا؛
في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كان المشرفون الأوائل على الحديقة عسكريين،
فسمى بعضُ هؤلاء المشرفين العديد من الأشجار الموجودة فيها بأسماء بعض الجنرالات والرؤساء
السابقين للولايات المتحدة، فأطلق عالم الطبيعة "جيمس ولفرتون" عليها اسمها
هذا، وكان يعمل كملازم أول تحت سلطة "شيرمان"، وكان ذلك في عام 1879م بعد
الحرب الأهلية الأمريكية.
ثانياً: حجمها:
تعتبر شجرةُ "الجنرال شيرمان" أكبرَ
شجرة حية أحادية الساق معروفة على الأرض، بل تعد أكبر كائن حي على وجه الأرض؛ فحجمُها
يصل إلى (52.500) قدم مكعب، أي: ما يعادل (1487) مترا مكعباً، ويبلغ طولها (83.8) مترا،
أي: أن ارتفاعها يبلغ ضعف ارتفاع برج "بيزا" المائل في إيطاليا.
ويزيد قطرُها على نصفَ حجم حوض سباحة من
الحجم الأولمبي، فحجم حوض السباحة الأولمبي يصل إلى (88.500) قدم مكعب، أي: ما يعادل
(2506) متر مكعب.
ومع هذا فلا تعتبر هذه الشجرة أطولَ الأشجار
في العالم؛ فأطول شجرة في العالم يبلغ طولها (379.7) قدم، أي: ما يعادل (115.7) متراً،
وهي في كاليفورنيا، ولا تعتبر أيضا أضخم شجرة من حيث الجذع؛ فهناك أشجار أضخم منها
جذعاً، ولكنها حصلتْ على لقب "أكبر شجرة في العالم" من إجمالي حجم الخشب،
أو بشكل أدق من إجمالي حجم جذعها.
إحصائيات عن شجرة "الجنرال شيرمان"
المعلومات
|
أقدام
|
أمتار
|
الارتفاع فوق القاعدة
|
274.9
|
83.8
|
محيطها عند الأرض
|
102.6
|
31.1
|
أقصى قطر عند القاعدة
|
36.5
|
11.1
|
قطرها عند ارتفاع 60 قدما، (18.3م) فوق القاعدة
|
17.5
|
5.3
|
القطر 180 قدماً (54.9م) فوق القاعدة
|
14.0
|
4.3
|
قطر أكبر فرع
|
6.8
|
2.1
|
ارتفاع أول فرع كبير فوق القاعدة
|
130.0
|
39.6
|
وقد ذكرت بعضُ المصادر أن وزنها يقدر بنحو (2400)
طن، ولو قارناها بالطائرة "إيرباص إيه 380" وهي أكبر طائرة للركاب؛ فإن
وزنها يبلغ محملة نحو (420) طن فقط، أو عند مقارنتها بأكبر حيوان على الأرض وهو الحوت
الأزرق فوزنه يبلغ نحو (140) طن، ومن هنا يظهر لنا حجم هذه الشجرة الضخم.
ثالثا: عمرها:
يقدَّر
عُمر شجرة "الجنرال شيرمان" هذه بحوالي (2000) عام، وقيل: يقدر ما بين
(2300 – 2700 عام)، وقيل غير ذلك، ويُعتقَد أنّها ما زالتْ في منتصف عمرها؛ حيث إن
هذا النوع من الأشجار يعيش أكثر من 3.220 عاماً.
يُذكر أن الخبراء وجدوا - عن طريق عَدِّ حلقات
شجرة السكويا العملاقة - أن تاريخها يعود إلى سنة 1305ق.م، وبناء على هذا فقد كان عمرها
أكثر من 1,000 سنة في زمن ميلاد المسيح عليه السلام.
رابعاً: نموها:
من المعلوم أن شجرة "جنرال شيرمان"
ما زالت تنمو حتى الآن، وهي بذلك على عكس الثدييات، فهي مستمرة في النموّ دون توقّف
مع تقدّمها في العمر.
وقال موقع حديقة كاليفورنيا: "لقد
أضافت الشجرة ما يكفي من الخشب سنوياً لبناء منزل يتكون من خمس أو ست غُرف".
وذكرت بعض المصادر أنها تنمو بمعدل يصل إلى
إنتاج ما يقرب من (1.1) متر مكعب (40) قدمًا مكعبًا من الخشب كل عام، وهو ما يعادل
تقريباً حجم شجرة يبلغ ارتفاعها (50) قدماً، وقطرها قدماً واحداً. وهذا يجعلها من بين
الكائنات الحية الأسرع على وجه الأرض؛ من حيث الزيادة السنوية في الكتلة.
ومن الطبيعي أن تحتاج أشجار السيكويا الضخمة
إلى كميات كبيرة من الماء، حيث تحتاج كل شجرة إلى ما يقارب الـ 500 ليتراً من الماء،
وبما أنّها ضخمة جداً فإنّ جذورها بالتأكيد ستكون عميقة جداً، ومتفرّعة في الأرض.
خامساً: تكوينها:
إن لشجرة السيكويا العملاقة القُدرة على
حماية نفسها من الظواهر الطبيعية، فلديها لحاء سميك يصل سُمْكه إلى (3) أقدام
تقريبا، يحتوي هذا اللحاء على كميات كبيرة من أحماض "التانيك" "Tannic Acids"، وهذه الأحماض تمنحها القوّة على مقاومة
الفطريات، والحشرات، والحرائق التي تحدث أحياناً في الغابات الجافة في "سييرانيفادا"
غربَ الولايات المتحدة، وتُلاحظ على قِشرة الأشجار في المحمية الوطنية "سيكويا"
وغيرها آثار الحرائق، ولكنها تلتئِم مع مرور الزمن.
ومن العجيب هنا أن مخروطيات شجرة السيكويا التي
تحتوي على بذور صغيرة؛ تتفتح عند وجود النيران في أسفل الشجرة، وتلقي ما فيها من
بذور، وبعد أن تقضي النارُ على الأشجار الصغيرة المنافسة لها تتمتع هذه البذور
بأرض واسعة خصبة، تشرق عليها أشعة الشمس الضرورية لنموها، وتكون الأرض خصبة هنا
بسبب وجود رماد النباتات المحترقة!!
وأيضاً فنباتات سيكويا - ومنها هذه الشجرة
الأكبر في العالَم - عملاقة جداً، وهذا يكفي لحمايتها من الرياح، وهذه الإمكانات
المتوفرة لديها من القوة والضخامة والثبات والصلابة جعلتها تصارع الزمن فترة
طويلة، وتبقى على قيد الحياة فترات طويلة تزيد على (3000) سنة.
تكاثر شجر سيكويا العملاقة:
تتكاثر أشجار السيكويا – ومنها هذه الشجرة
- بالبذور فقط؛ حيث تبقى البذور في المخروط 20 عاماً، ثم تتفتّح المخاريط وتسقط البذور
في التربة؛ لتنمو الأشجار وتتكاثر منها.
وتتميّز هذه الشجرة بأوراقها النضرة، ودائمة
الخضرة، وهي تشبه الحراشف، وقمتها حادّة، وبارزة، وهذا يجعل أوراقها توازي أغصانها.
سادساً: حادثة:
فَقدتْ شجرة "الجنرال الشيرمان" العملاقة
في شهر يناير من عام 2006م فرعا ضخما من فروعها، هذا الفرع كان أكبر من معظم جذوع الأشجار
الأخرى، فقُطره يزيد عن (2) متر (6.6) قدم، وطوله أكثر من (30) مترا (98) قدما، وقد
أدى سقوط هذا الفرع إلى تحطيم الممر والسياج الخاصين بالشجرة، ومع ذلك لم يؤثر سقوط
هذا الفرع العظيم في كون هذه الشجرة أضخم وأكبر شجرة في العالم؛ لأن هذا التحديد
تم من خلال قياس جذع الشجرة فقط دون الفروع.
سابعاً: تنبيه:
في حين أن شجرة "الجنرال شيرمان"
هي أكبر شجرة حية حاليًا، إلا أنها ليست أكبر شجرة مسجلة تاريخياً، حيث يُقدر أن
شجرة "Crannell
Creek Giant"
في كاليفورنيا كانت أكبر بنسبة 15 إلى 25٪ من شجرة "الجنرال شيرمان" من حيث
الحجم، وقد تم قطعُ هذه الشجرة في منتصف الأربعينيات.
وفي عام 1905م سقطت شجرة "ليندسي كريك"؛
بسبب عاصفة، وهي أكبر منها أيضاً.
هذه بعض الفيديوهات تبين ضخامة هذه الشجرة:
https://www.youtube.com/watch?v=7ImaiRg1qMA
https://www.youtube.com/watch?v=QJvtJeB2Iq0&feature=emb_title
https://www.youtube.com/watch?v=42N0JKA6vvo